سَيدِي
هُنا أنْتَظِرُكَ
عَلى أطْلالِ نَجْمٍ ظَلَّ مَسارَه
عَلى جِناحَ نَوْرَسٍ حَمَلَ أمْتاعَه
عَلىَ صَوْتَ مِزْمارٍ بِلُغَةِ الحُروف
العَاشِقَة
عَلى بَتَلاتِ زُهُورٍ فَوّاحَة
عَلىَ قَلَمٍ وَرَسائِل عَاشِقَةٍ تُداعِبُ خَيالاتٍ
هَارِبَه
يَا فَحِيحَ رُوحِي وَيَا عَشْتَاري
كَمّ أعْشَقُكَ بِشَرَاهَةٍ فَادِحَة
كَمّ أعْشَقُ الغَرَقَ فِي بَحْرَ هَمْسِكَ دُونَ
مُنْقِذ
لَكَ إدْمَانٌ سَيدِي كَرَائِحَةِ البُنِ
الفَوَاح
أَكَادُ لَا أصْطَبِرّ
كَمّ أعْشَق غِيَاباتِ أنْفَاسِك فِي لَحظَاتِ
البَرْد
كَمّ أشْتَهِي عِنَاقَاً مَمْزُوجَاً بَتَنَاهِيدٍ
اِنْفِرَادِيَة
سَيدي هُنا أنْتَظِرُكَ فِي نَفسِ
المَكَان
مِنْ أجْلِ مُمَارَسَةِ طُقُوسَ الهَوَىَ
لِنَعِيشَ بِهُدُوءٍ
خَلّفَ جِبالٍ شَامِخَة
وَتَحْتَّ ضُوءِ القَمَر
سَنَلْعَبُ لِعْبَةِ الاخْتِفَاْء بَيِّنَ
الأشْجَار
وَسَأسْتَنْشِقُ زَفِيرَكَ بِأعْلَىَ
جُرْعَاتهِ
سَأعِيشَ مَعَكَ فُصُولاً وَرْدِيَة
وَسَأُعْلِنَ لليلِ بأنَكِ مَوّلِدِي وَمَمَاتِي
سَيدي هُنا أنْتَظِرُكَ
فَقَد أرْهَقَني ضَجِيجَ الصَمْت
بِهَفْوَةِ المَشاعر
أشْعُر وَكَأَنِي سَحَابَةَ عِشْقٍ يَمْلَؤُهَا الحَنِينَ مِنْ كُلِ
جَانِب
اِجْتِياحٌ يَلمُنِي بِأطْرَافَ مَدِينَتِي
تَتَعَدَدِ الفُصًول وَيَرَحَلُ الشِتَاءَ
لَا أقْوَىَ الرَّحِيلَ
لَيِّلَةٌ قَمَرِيَة تًمًزِقُنِي فِي غِيابِكَ
سَيدي هُنا أنْتَظِرُكَ
بـِ رَوْعَةِ المساءَ
بـِ زُرْقَةِ السَماء
مُزُنٌ حُبْلَىَ
وَرِياحُ مَخَاضٍ تَبْعَثُ فِي نَفْسِي
شَوّقَا
فَرَحٌ دُونَ اِكْتِفَاءَ
غَيمٌ ومَطَر
طِفْلَةٌ تُغَني للشَجَر
تَجَمَعَ المَطَرُ فِي يَدَيِّهَا مَزَاريبٌ حَتَّىَ
اِنْهَمَرَ
تَرْتَوي مِنْ فَيضِ الحَنينَ وَوَجْهٌ
كالْقَمَرّ
حُبَيِّبَاتُ بَرْدٍ ذَائِبَةٍ عَلىَ الأغْصَانِ وَطُيُورَ حُبٍ تُغَرِدُ
للْمَطَرّ
تُعَانِقَ رُوحاً عَتيقَه وَتتَلَذَذُ مِنّ نَسِيمِ
البَحَرَ
سيدي
عَزْفٌ يَلفُ المَكانَ
بـِ هَيئَةِ قَمر
....
بـِ قلمي
17/1/2013
عبدالله العجمي
