الاثنين، 3 أكتوبر 2011

حِينَمَا سَقَطَ المَطَر






حِينَمَا سَقَطَ المَطَر .. تَذَكَرْتُكِ ..


تَذَكَرْتُ هُطولُكِ وَنَسَمَاتِ قُرْبُك وَنَارُ بُعْدِك .. 
تَذَكَرْتُ أمْواجَ الصَمتِ وَدُموعِ الألَم عَلىَ هَامِشَ الرُوح تَهِلُ أمطاراً قُرْمُزيَة بِهَمِسِ الوِجْدَان . 
تَذَكرْتُ الأمَانيَ الضَّائِعَة وَاِنْتِزَاعَ الرُوحِ مِنَ الجَسَد .. تَذَكرْتُ عَزْفَكِ الفَرِيد يُبْهِر كَالْقَمَر فِي لَيِلَةِ اِكتِمالَه .
  
حِيِنَمَا سَقَطَ المَطَر .. تَذَكَرْتُكِ ..
  
تَذَكَرْتُ جَسَداً شَارِداً فِي غَفْوَةً مِنَ الشُعُور فِي طُرُقَاتٍ تَعْشَقُ الجُنون ..
تَذَكرْتُ صَوْتَ أنْغامَ المُزْنِ فِي حَفْلَةِ شِتَاءَ تُراقِصُ نَسَماتِ الصِبَا بـِ رَذَاذِ لحَياة.. 
تَذَكرْتُ عَبيرَ الصَّبَاحَ عَلىَ ضِفافِ اِشْتِياق . 
تَذَكرْتُ أمْيالَ وَأنْهَارَ وَوِدْيان وَمِئَاتٌ مِنَ الأسْرارَ ..
  
تَذكْرتُ زَفيرَ أنْفَاسِكَ بَيِنَ العِنَاقَ كَفَرَاشَة تَحُوم بِأرْدِيَتِهَا النَّرجِسِيَة ..
فَرَسَمْتُكِ لَوّحَة بَيِنَ شِفَاتِي وَعَلَّقْتُهَا بِقَلْبِي وَاَسْمَيِتُهَا عِشْقُ رُوحَيِنَ . 


حِينَما سَقَطَ المَطر .. تَذَكَرْتُكَ 
تَذَكَرْتُ حَنَانَكِ بَيِنَ جِدْرَانَ الصَّمْتِ وَهُرُوبِ الوَقتَ وَضَيَاعِه وَكَأَّنَ قَطَرَاتِ المَطَرَ هِيَ أَنَتِ . 
تَذَكَرْتُ حَنِينَ القَمَرَ فِي عِتْمَةَ اللَّيِلِ
تَحْتَ خِيَامَ الخَيَالَ وَضِفَةَ الشَّوْقِ .. مُبْتَسِمَاً كَالرَّبِيعِ الوَحِيدَ . 
تَذَكَرْتُ أَغَانِيَ الشِتَاءَ وَعَزْفِ اليَاسَمِينَ عَلىَ إِيقَاعِ القَمَرِ وَرَقْصَةِ الزُهُور . 
تَذَكَرْتُ هَمسَةِ الوَعدِ فَوق شِفاهِ الحُروفَ بَيِنَ شَوَاطِئ الرُومَانسِيَة كَحَنِينِ القُلٌوب . 
وَفِي كُلِ قَطَرَةِ مَطَر .. أعُودُ لِلْمَاضِي .. وَأُثَرْثِر عَلىَ ضِفَافِ نَهْرِيَ كَأجْرَاسِ الشَّوقِ وَكَأَّنَ كُلَ مَا فِي المَاضِي هَوَ أنتِ.

حِينَمَا دَقَ قَلْبِي .. تَذَكَرْتُكِ .. وَكَأَّنَ لَمْ يَسْكُن هَذَا القَلبُ إِلاَ أنتِ بَينَ تَلاَحِينَ الشَّجَرِ وَأهَازِيجِ النُجُوم . 
تَذَكَرْت حَنِينَ صَوْتِك مِنْ فَجْرِ النَّعِيم لِيُعَانِقُ فَجْرِي وَكُلَّ مَنْ حَوْلِي كَقَصِيدَة تُدَاعِبُ شِفَاتِي فِي لَحَظَاتٍ وَشُجُون .

  
حِينَمَا سَقَطَا المَطَرَ .. تَذَكَرْتُك ..
  
تَذَكَرْتُ تِلْكَّ النَّظَرَاتِ الخَجُولَة الخَافِقَة فِي قَلْبِ الشُّجوُن ..
تَهْمِسُ بِعَالَم يَنْبِضُ بِخَفَاياَ بَارِجَة تَحمِلُ نَبْضَ عَاشِق سَيَرَتّهُ الأرْوَاحَ إِلَى مَرْسَىَ الجُنوُن .
  
حِينَمَا دَقَتّ السَّاعَة تَذَكَرْتُك ..  
وَكَأَّنَ دَقَاتِ السَّاعَةِ تُعْلِن قُدُومَكِ أنتِ .. تَصْرُخ بِحُبكِ أنتِ ..  
بِخُيُوطٍ مِنْ رَبِيع وَسَنَابِلَّ ذَهَبِيَة تَجُولُ بَينَ الحُروُف .
  
حينما سقط المطر .. تذكْرتُكِ ..

تَذَكَرْتُ المِينَاءَ ذُو المَرْسَىَ العَجِيبَ يَحْمِلُ اِسمُك كَعَرُوسِ الأَسَاطِيرَ .
تَذَكَرْتُكِ لُؤْلُؤَةَ ضُوؤُهَا كَضُوءِ القَمَر فَعَشِقْتُكِ عَاشِقَه فِي ضَحْكَةِ الضباب وأُغْنِيَةَ المَطَر .

وحْيٌّ مِنْ نَبْضِ القَلَم

بِقلمي
  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق