الاثنين، 3 أكتوبر 2011

يَا زَاعِمِينَ لِلْحَياةِ مُلْكَاً




طِفْلَة



أبْياتٌ مِنْ قِصَّهَ وَاقِعِيَة ,أتْمَنَى أنْ تَنَالَ عَلىَ إعْجَابَكُمّ




قَدّ كَانَّ يَوْمآ عائِدَآ وَعَيِّنَهُ تَرْبُوّ الأَثَرّ
فِي حِضْنِهِ كِتَابَآ وَأقْلامَآ وَشَيِّئَآ مِنْ عِبَرّ
  
فَبَيِّنَمَا هَوَّ سَائِرَآ فِي طَرِيقِهِ إذّ جَاءَهُ 
صَوْتّآ يُنَادِي النَّاسَ هَلّ مِنْ مُعِينٍ يَا بَشَرّ
  
وَقَفَ الْغُلامُ مُتَحَيِّرَآ وَمُسَلِطَآ أسْمَاعَهُ 
فـَ لَعَلَهُ يَلقَىَ جَوَابآ فـَ صَارَّ يَمْعِنُّ النَّظَرّ

هِيَ الأرْزَاقُ مِنْ عِنْدَّ رَبْيِ 
مُجْريَّ السَّحَابَ وَمُنَزِلَّ الْمَطَرّ
   
فـَ لاحَّ لَهُ شَيِّئآ مُسْتَتِرَآ فِي خَلْقَةٍ 
فـَ مَضَىَ إِلَيِّهِ وَقَلْبُهُ مِنْ خِوّفِهِ مِثْلَّ الْجَمَرّ
   
كَشَفَ الْغِطَاءَ بِسُرْعَةٍ 
فـَ إِذَا بِهِ يُلَوِحّ لَهُ يَا قَومّ دَائِرَةُ الْقَمَرّ
  
هِيَ طِفْلَةٌ حَوَتْ الْجَمالَّ 
كـَ أنَّهَا مِنْ وِلْدَّ عَدْنَانَّ أوّ قُرَيِّشَ وَمُضَرّ
  
أضْحَىَ عَلَيِّهَا دَهْرُهَا فَرُمِيَ 
بِهَا فِي جَوْفِ خَانَةَ الزَّمَانَ الْمُنْدَثِرّ 

فـَ يَا زَاعِمِينَّ لِلْحَياةَ مُلْكَآ 
سَتَحْدُثّ الْيَوْمَ فَاضِحَةٌ مَا خَفَىَ وَسْتَتَرّ
  
وَيَا جَامِعِينَّ لِلْمَالِ سِحْتَآ 
قُولُوا أمَّا جَنَيِّتُمْ سِوَى طُولَّ السَّهَرّ
  
مَاذَا جَنَتّ حَتَّىَ رَنَتّ مِنْ صِغْرِهَا 
هَوْلَّ الْمَصَائِبَّ وَالْبَلِيَاتِ الْمُرَرّ

فـَ صَارَّ فِي قَلْبِ الْغُلامِ شَوْقٌ 
وَمَدَّ لَهَا كِلْتَا يَدَيِهِ مُتَسِمَآ كَالْمُنْتَصِرّ 

فـَ مَضَىَ بِهَا لِدَارٌ فِيِهَا الشِّفَاءُ 
وَالْعِلاجُ وَكَذَا الدَّوَاءُ مَعَ الضَّرَرّ
  
تَحَدُّوا إِلَيِّهِ النَّاسَ مِنْ كُلَّ جَانِبٍ
فـَ لَعَلَهُ يَلْقَىَ أُنَاسَآ فِي جَوْفِهِمّ قَلَبَّ الْبَشَرّ

يَكُونُونَّ لَهَا كَهْفَآ إذّ نَابَهَا 
صَرْفُ الزَّمَانِ مِنْ بَعْدِ كُلَّ خَيِّرٍ شَرّ

بَقِيَتّ فِي ذَاكَ الْمَكَان وَحِيدَةً 
عَشْرآ مِنَّ الأعْوَامِ وَشَيئَآ مِنْ شَهَرّ
  
مَا ذَنْبُهَا إذَ كَانَ أهْلَهَا لَهَا 
جَيِّشَآ مِنَّ الأعْداءِ وَقَلْبً مِنْ صَخَرّ

لَمْ يَرْحَمَاهَا فَلَنّ يُرْحَمَا
يَوْمَ الْوُقُوفِ عَلَيِّهَا نَارُ جَحِيمٍ مُسْتَعِرّ

فـَ أيِّنَ قَارُونَّ مِنْ مَالِهِ يَوْمَآ
قَدّ تَخَسَفَتّ بهِ الأرْضُ فـَ مَالَهُ مِنْ مَفَرّ

فـَ جَاءَهَا يَوْمَآ مُنَادِي رَبَّهَا 
وَاسْتَبْدِلَتّ دَارَ الْفَنَاءُ بـِ دَارِ عِزٍ مُسْتَمِرّ 

يَتُوهُ الْعُمْرُ عَلَىَ دُروبٍ كـَ حَبَاتٍ  
رَمْلٍ فـَ يَبْقَىَ الزَّمَانُ رَمَادٌ كـَ ذِكْرَى تَسْتَطِرّ
  
رَحَلَتّ مِنَّ الدُنّيَا وَفِي قَلْبَهَا 
سُؤَالآ يَشِجُّ الصَّخْرَّ وَيَزِيدَّ فـَ الْقَلَبَ الْقَهَرّ 

مَاذَا جَنَيِّتُ وَمَاذَا فَعَلْتُ حَتَّىَ 
أُقابِلُ بالْجَفَىَ أمّ هَذهِ صَفَحَاتُ الْقَدَرّ
  
مَاذَا جَنَيِّتُ لـِ أعِيشَّ ذَلِيلَةً وَأنَّا 
الَّتِي حُرِمَتّ مِنَّ الْعَطْفَ الرَّحِيمَ المُنْهَمِرّ 

رَحَلْتّ مِنَّ الدُنْيَا وَهَا هُوَّ 
قَلْبَّ الْغُلامِ بَعَدَهَا يَحِجُ حُزْنآ وَعْتَمَرّ
  
رَحَلَتّ وَقَلْبَ مُحَمَدٍ 
يَنْدِبُهَا سُؤْلَآ مَا ذَنْبُ دَائِرَةُ الْقَمَرّ
  
كـَ عِصْفُورَةٌ مَكْلُومَةٌ لِلْعُشِّ 
عَادَتّ تُفَتِشُ فـِ اللَّيالِي عَنْ ذَاكَ الْخَبَرّ
  
لَهْفَ نَفْسِي عَلَىَ أسْمَاءٌ أُعَانِقُهَا 
فَمَا أبْقَتْ الذِكْرَى لَنَا إلاَّ أوْراقَ الشَّجَرّ
  
سـَ أبْكِيكِ وَإنْ طَالَ الْمَدَى 
لـِ فُرَاقَكِ يَا مُهْجَتِي عَهْدً وإنْ هَلَّ الْمَطَرّ
   
وَحْيٌّ مِنْ نَبْضِ الْقَلَمّ 

بـِ قلمي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق